يعمل السوري أسامة عبد المحسن، الذي تعرض إلى عرقة متعمدة من قبل مصورة هنغارية أثناء رحلة هروب وانتشرت صوره في مختلف أرجاء العالم، في إسبانيا حالياً ويأمل في أن يتمكن من إحضار عائلته. هنا مقتطفات من نص لمقابلة أجرتها مع مجلة “شتيرن” الألمانية:
شتيرن: لقد كنت تحمل ابنك الصغير على ذراعك عندما قامت مصورة بعرقلتك بقدمها بينما كنت تحاول الهرب من الشرطة في هنغاريا. هل لا تزال هذه اللحظة تراودك إلى الآن؟
أسامة عبد المحسن: لقد مررنا بلحظات صعبة كثيرة خلال هروبنا من سوريا. فإلى جانب رحلة العبور بالقارب إلى اليونان كانت هنغاريا المرحلة الأسوء. وأنا لا أقول ذلك فقط بسبب المراسلة الصحفية، التي يبدو أنها تكره الأجانب مثلها مثل حكومتها. فقد تعاملت معنا الشرطة والجنود وكأننا أسرى حرب وليس كأُناسٍ يفرون من القنابل. لقد فقد هذا البلد كل معنى الإنسانية.
شتيرن: هل اعتذرت منك المرأة يوماً؟
أسامة عبد المحسن: لا، لم تتواصلي معي أبداً.
شتيرن: وبالرغم من ذلك، فقد أدت عرقلتها لك إلى نهاية سعيدة.
أسامة عبد المحسن: إنها مشيئة الله. عندما وصلت إلى ميونيخ، اتصل بي ميغيل أخيل غالان من جمعية مدربي كرة القدم الإسبانية. لقد قرأ قصتي وعرض علي وظيفة مدرب وأوراق وشقة مجانية. ففي سوريا كنت أدرب فريق الفتوة ضمن دوري الدرجة الأولى. وحالياً، أعيش مع ولديّ محمد وزياد في خيتافي بالقرب من مدريد، وأقوم بتدريب فريق شاب وأعمل على بناء برنامج للتبادل مع دوريات كرة القدم العربية.
شتيرن: هل أنت مرتاح بالعيش في إسبانيا؟
أسامة عبد المحسن: إنني ممتن جداً لجمعية المدربين. لقد استضافنا الإسبان بشكل رائع، بل حتى أنه تم استقبالنا من قبل ريال مدريد، وتمكّنا من خوض التدريبات مع كريستيانو رونالدو وطوني كروس. ولكن السلطات لا تسمح لي باستدعاء بقية عائلتي.
شتيرن: ألم يساعدك الالتماس الذي وجهته لرئيس الوزراء راخوي؟
أسامة عبد المحسن: لم أتلق أي رد. لا تزال زوجتي وابني المهند وابنتي ضحى في تركيا. إن الحياة بدونهم لا تُطاق بالنسبة لنا. يا ليتنا بقينا في ميونيخ! فجميع المعارف، الذين كانوا معي خلال رحلة الهروب وبقيوا في ألمانيا، استطاعوا جلب عائلاتهم. أما السلطات الإسبانية فهي تريد الحصول على “شهادات لا حكم عليه” من سوريا لتمنح زوجتي وأطفالي تأشيرات سفر. كيف يمكننا أن نحصل عليها؟ فأنا عدو لنظام الأسد.
شتيرن: هل أصبت بخيبة أمل من السياسة الأوروبية في مجال اللجوء؟
أسامة عبد المحسن: لقد كنت معجباً بسياسات ميركل في شؤون اللاجئين. لقد كانت رمزاً لأوروبا المستعدة للمساعدة. ولكن أوروبا الآن تغلق الحدود في وجه الناس الذين يهربون من القنابل والقتل والجوع. لقد كنت أعيش حياة جيدة في سوريا. لم أكن أرغب في مغادرة وطني. لقد اضطررت إلى ذلك.
المقابلة مترجمة بتصرف عن موقع مجلة شتيرن الألمانية بواسطة قيس الجاموس