ساد الخلاف في أوساط الحكومة الألمانية فيما يتعلق بالسماح باستخدام مادة جليفوسات أوروبيا في مكافحة الآفات الزراعية.
وفي هذا السياق جدد وزير الزراعة الألماني كريستيان شميت، العضو بالحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، انتقاده لوزيرة البيئة، باربارا هيندريكس، العضو بالحزب الاشتراكي الديمقراطي و زميلها بالحزب، زيجمار جابريل، وزير الاقتصاد، بسبب رفضهما تجديد الترخيص لهذه المادة وقال في تصريح لصحيفة “زود دويتشه تسايتونج” الألمانية الصادرة اليوم الثلاثاء إنه لا يتفهم تراجع الوزيرين عن دعم المادة.
ويعتزم جابريل، نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وزميلته هيندريكس، رفض تجديد الترخيص لهذه المادة المثيرة للجدل داخل الاتحاد الأوروبي وهو ما يعني أن ألمانيا ستمتنع عن التصويت على هذا الأمر في بروكسل.
وتعتبر مادة جليفوسات الأكثر استخداما على مستوى العالم في مكافحة الآفات الزراعية وهناك اشتباه في أنها تتسبب في إصابة الإنسان بالسرطان.
و قال خبراء بالأمم المتحدة إن مادة جليفوسات المستخدمة في مقاومة الآفات الزراعية لا تسبب السرطان على الأرجح.
وجاء في مسودة تقرير للأمم المتحدة كشف عنه أمس الاثنين في جنيف أن التجارب التي أجريت لهذه المادة على حيوانات واستخدمت فيها نفس الجرعات التي تصل للإنسان من هذه المادة عندما تستخدم في مقاومة الحشائش المتطفلة على المحاصيل أظهرت أن هذه المادة لا تتسبب في حدوث تغيرات جينية بالخلية.
كما أكد الخبراء أنهم لم يكتشفوا بشكل لا لبس فيه حدوث تغيرات في المجموع الجيني البشري جراء وصول المادة للإنسان.
وضم التقرير اختصارا للنتائج التي أسفر عنها لقاء عمل لخبراء منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة و خبراء منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “فاو” والذي انعقد في الفترة من التاسع و حتى الثالث عشر من أيار/مايو الماضي في جنيف.
غير أن معدي التقرير أشاروا في الوقت ذاته إلى أن التجارب التي استخدمت فيها هذه المادة بجرعات مرتفعة مع فئران أظهرت وجود شبهة السرطان.
وتتعارض هذه البيانات مع ما توصل إليه خبراء الوكالة الدولية لأبحاث السرطان في ليون ذات الصلة بمنظمة الصحة العالمية بشأن مادة جليفوسات عام 2015 حيث صنفوا هذه على أنها مسببة للسرطان.
وتعتزم لجنة حماية المستهلك و الأمن الغذائي بالاتحاد الأوروبي البت خلال الأسبوع الجاري فيما إذا كانت ستمد ترخيص استخدام هذه المادة في مقاومة الآفات الزراعية أم لا.
وهناك خلاف بشأن هذه المادة داخل صفوف الحكومة الألمانية أيضا حيث يدعم وزير الزراعة الألماني كريستيان شميت مد ترخيص المادة في حين تطالب باربارا هيندريكس، وزيرة البيئة، بالتأكد أولا بما لا يدع مجالا للشك من عدم وجود أي تحفظات صحية ضد هذه المادة.
المصدر: د ب أ
Bottom of Form