لا يمكن لأحد من ضيوف شتوتغارت، عاصمة ولاية بادن-فورتمبيرغ، أن يحاول التعرف على المعالم السياحية المهمة في المدينة دون المرور في ساحة القصر “شلوس بلاتس”. فهي تمثل قلب المدينة النابض ومكاناً مثالياً للاسترخاء أيضاً. يتوسط الساحة عمود الذكرى مواجهاً القصر الجديد الذي يجمع عصوراً زمنية مختلفة. وعلى مرمى حجر منه، يوجد القصر القديم، الذي كان يمثل في السابق مقراً لنبلاء فورتمبيرغ. ويمكن للمرء إلى يومنا هذا استشعار نفحات من التاريخ في محيطه. وعلى الجهة المقابلة، تجد متحف الفن “كونست موزيوم”، الذي يتخذ شكل مكعب زجاجي يجذب الناظر بروعته ليلاً، حيث تنعكس أضواؤه الداخلية الجميلة على ساحة القصر وشارع الملك “كونيغس شتراسه” الذي يزخر بالمتاجر المتنوعة ويحلو للناس التنزه فيه.

ساحة القصر في شتوتغارت
بشكل عام، يوجد في شتوتغارت وحدها ستة قصور، كما يوجد غيرها في المنطقة المحيطة بها. ومن الرائع بشكل خاص القيام بجولة استكشافية للعديد من آثار القلاع التي يمكن العثور عليها في المنطقة المحيطة بشتوتغارت. ويشمل ذلك آثار قلاع “هوهن شتاوفن” و”هوهن نويفن”، المعروفة أيضاً باسم “مهد فورتمبيرغ”، و”نيبنبورغ” التي تعد أقدم آثار في المنطقة.
ومن القصور الأخرى، يبرز أيضاً قصر العزلة “شلوس ساليتود”، وقصر “بيرين شلوسله” الذي يعتبر اليوم مع حديقته مكاناً شعبياً للتنزه بالنسبة لسكان شتوتغارت وزوارها. أما قصر “هوهنهايم” الذي تحيط به حدائق نباتية وحديقة إنكليزية فقد كان آخر مشروع للدوق “كارل أويغن”. وفي عام 1818 قرر الملك فيلهلم الأول استخدامه للكلية الزراعية، وهي جامعة هوهنهايم الرائدة، التي لا تزال تتواجد في القصر حتى اليوم.
وهناك قصر “روزنشتاين” الذي يتواجد على مرتفع بالقرب من مركز شتوتغارت مطلاً على نهر النيكار، بين حديقة “فيلهيلما” الحيوانية النباتية وحدائق القصر السفلى. وهو موطن لمتحف التاريخ الطبيعي الوطني منذ عام 1954. كما تضم المدينة الباروكية لودفيغسبورغ ما لا يقل عن ثلاثة قصور، منها قصر لودفيغسبورغ الذي يعتبر أكثرها إثارة للإعجاب، ويمثل أكبر قصر باروكي متبقي في أوروبا، وقصر المفضل “شلوس فافوريته” الذي يتزين بواجهة باروكية ويمتلك نمطاً إمبراطورياً في الداخل ويتميز بجداريات جميلة وبمحمية حيوانات برية واسعة، وقصر البحيرة مونريبوس “زيه شلوس مونريبوس” الذي يقع على ضفة بحيرة ويعتبر تحفةً معمارية رائعة ويشهد في الصيف حفلات رومانسية مثل الحفل الموسيقي الكبير في الهواء الطلق مع عرض باروكي للألعاب النارية والذي يمثل جزءاً من مهرجان قصر لودفيغسبورغ.
ومن القصور الأخرى، نذكر: قصر “ليونبيرغ” مع مشتل البرتقال الذي يعد واحداً من قلائل حدائق المدرجات المتبقية في أوروبا من فترة النهضة العليا، وكذلك قصر ودير “بيبنهاوزن” الذي يقع في المحمية الطبيعية “شونبوخ”، وقصر “كيرشهايم أُنتر تيك” الذي يقع عند أقدام منطقة الألب الشفابية محاطاً بأشجار وخندق، حيث يحظى الزوار فيه بمنظر رائع على جرف الألب والمنطقة المحيطة.
كما تشتهر منطقة جنوب غرب ألمانيا بكونها مهد صناعة السيارات في العالم. ومن يرغب في معرفة بدايات هذه الصناعة، فما عليه سوى التوجه إلى مدينة شتوتغارت، عاصمة ولاية بادن-فورتمبيرغ، وتحديداً إلى متحفي “مرسيدس-بنز” و”بورشه”، حيث يمكن للزوار في متحف “مرسيدس-بنز”، التعرف على تاريخ السيارات بدءاً من عام 1886 وحتى وقتنا الحاضر عبر جولتين في 9 مستويات. ويعتبر هذا المتحف، الذي تم تصميم بنائه على غرار دوامة الحمض النووي بشكلها الحلزوني المزدوج، المتحف الوحيد في العالم الذي يعرض 127 سنة من تاريخ السيارات دون إغفال أي مرحلة.

جانب من معروضات متحف مرسيدس بنز
يوجد في داخله 160 مركبة وأكثر من 1500 معروض على مساحة 16500 متر مربع. وتتوزع المعروضات بين قاعات الأسطورة وقاعات التشكيلات. فبينما تحكي قاعات الأسطورة تاريخ العلامة التجارية “مرسيدس-بنز”، تُظهر قاعات التشكيلات تنوع العلامة التجارية، وتبلغ ذروة التشكيلات المنوعة في وحدة العرض “زيلبر بفايله- رينن اُند ريكورده” (سهام فضية – سباقات وأرقام قياسية). ففي منحنى جداري حاد يتم عرض مركبات أسطورية حاملة لأرقام قياسية.
أما متحف “بورشه” الذي تم افتتاحه في عام 2009، فإن تصميمه الهندسي يرتكز على ثلاثة أعمدة على شكل حرف “في” بالإنكليزية. ويبلغ وزن هيكل المتحف 35 ألف طن، فيه 6 آلاف طن من الفولاذ، أي أكثر من برج إيفل في باريس. ويعرض المتحف على مساحة 5600 متر مربع حوالي 80 مركبة و200 معروض صغير. ويعد النموذج 64 المعاد بنائه من “بورشه” الأصلية من بين أبرز المعروضات.

جانب من معروضات متحف بورشه
ومن خلال جولة زمنية في المتحف يطلع المرء على تاريخ إنتاج الشركة، تكملها موضوعات في مجالات خاصة كأنشطة سيارات “بورشه” الرياضية مثلاً. وفي الورشة الزجاجية الفريدة يمكن للزوار متابعة كيفية العمل على صيانة سيارات “بورشه” الكلاسيكية أو تجهيز السيارات القديمة التي لاتزال تحافظ على حالتها الجيدة لخوض السباقات. وإلى جانب المعروضات الدائمة، يحتضن المتحف أيضاً معارض خاصة.