حلت السياسية سوسن شبلي ذات الأصل الفلسطيني ضيفة على برنامج ماركوس لانتس الذي يتم بثه على قناة “زد دي إف” الألمانية مؤخراً، وذلك إلى جانب الباحث الإسلامي مشائيل لودرس، والمطرب أندرياس غابالير، ومدرب الكلاب مارتن روتر وعالم الآثار فلوريان هوبر.
تحدثت سوسن شبلي خلال برنامج ماركوس لانتس عن الظروف الصعبة التي عانتها عائلتها وكيفية انتقال والدها إلى ألمانيا لوحده في البداية وبقيت والدتها مع أخوتها الأحد عشر في مخيم بلبنان إلى أن التحقوا بالأب.
وعن سؤالها حول عدم ارتدائها الحجاب، فأشارت شبلي إلى أن الحجاب مرتبط بعدة أمور في ألمانيا تجعل الشخص الذي يرى محجبة يظن أنها غير متعلمة وتقف موقف معارض للنساء. موضحةً أنها ترى أنه من الصعب أن تتمكن الفتاة المحجبة من تحقيق شيء في ألمانيا. وفصلت شبلي بين ارتداء الحجاب والقيام بالواجبات الدينية، لافتةً إلى أنها تعرف الكثير من المحجبات اللواتي لا يمارس الالتزامات الدينية على عكسها هي، حيث أنها تصلي وتصوم ولا تشرب الكحهول. وأرجعت ارتداء الحجاب إلى أسباب عديدة تختلف من فتاة إلى أخرى.
كما قارنت شبلي بين وضع اللاجئين سابقاً وحالياً، موضحةً أن لدى اللاجئين في الوقت الحالي فرصة الحصول على دروس اللغة الألمانية حيث يُفرض عليهم تعلمها، ويتم البت في أوضاعهم بشكل أسرع ويحظى أطفالهم بالدراسة، مشيرةً إلى أن ثقافة الترحيب لم تكن موجودة وقتها وكان يتم تمديد الإقامة كل ثلاثة أسابيع ومن بعدها كل ثلاثة شهور وذلك من خلال توجه العائلة إلى الدوائرة المتخصصة بشؤون الأجانب.
وذكرت أنه قد تم ترحيل والدها ثلاث مرات من ألمانيا وكانت تزوره في سجن الترحيل وهي صغيرة كما حرمت الإقامة أخوتها من إكمال تعليمهم بعد الوصول إلى الصف العاشر.
أما بالنسبة للتصريح الذي أدلت به في وقت سابق حول والدها حينما قالت: “والدي مسلم متدين، يتحدث الألمانية بالكاد، غير قادر على القراءة أو الكتابة، إلا أنه مندمج أكثر من مسؤولي حزب البديل من أجل ألمانيا”، فقد أوضحت شبلي أن ما قصدته بكلامها هو أن الباحثين يقيسون الاندماج على أساس التعليم واللغة والعمل، في حين أن والدها دافع عن هذه البلاد وربى أطفاله على الانضباط والترتيب والدقة بالمواعيد، لافتةً إلى أن التمكن من التحدث بالألمانية يندرج ضمن الاندماج.
يذكر أن سوسن شبلي هي من عائلة فلسطينية لاجئة في برلين مؤلفة من أبوين و6 ذكور و6 إناث، نزح والدها عن الأراضي الفلسطينية في العام 1948 نحو لبنان وبقيا في المخيمات لمدة 20 سنة، وانتقلا في سبعينيات القرن الماضي إلى مدينة برلين التي ولدت فيها سوسن. وبقيت سوسن محرومة من حمل أي جنسية إلى أن بلغت سن الـ 15 عاماً، حيث حصلت على إقامة مؤقتة، وفي عام 1993 حصلت على الجنسية الألمانية. لاحقاً، تم تعيين سوسن شبلي بمنصب نائب الناطق باسم وزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير وعملت أيضاً كمسؤولة عن شؤون الثقافات في حكومة ولاية برلين. كما نقلت صحيفة “برلينر تسايتونغ” مؤخراً عن تعيينها كوزيرة في دار البلدية الحمراء في ولاية برلين، حيث ستعمل في مجلس شيوخ ولاية برلين كمسؤولة عن تنسيق الشؤون الاتحادية.