طلب الرجل الذي يشتبه في أنه منفذ الهجوم الإرهابي في برلين الأسبوع الماضي دعاء صديق له والتقط صورة شخصية “سيلفي” قبل قيادة شاحنة، واقتحام سوق عيد الميلاد بالمدينة، مما أدى إلى مقتل 12 شخصا وإصابة 50 آخرين، حسبما ذكر التلفزيون الألماني العام.
وكتب التونسي أنيس العامري (24 عاما) “يا أخي، كل شيء على ما يرام إن شاء الله، أنا في السيارة الآن، ادعو لي يا أخي، ادعو لي”.
ثم أرسل العامري صورة شخصية من مقصورة الشاحنة، التي قال التلفزيون الألماني إنها كانت مزودة بجهاز إغلاق خاص يوقف الشاحنة تلقائيا عند حدوث تصادم.
ونقل التلفزيون الألماني العام وصحيفة زود دويتشه تسايتونج عن مسؤولين حكوميين قولهم “هذه الآلية أنقذت حياة الكثيرين”، وذلك مع ظهور تفاصيل التحقيق الذي أجراه المحققون في هجوم برلين.
وقد اعتقلت شرطة برلين رجلا تونسيا (40 عاما) ربما يكون مرتبطا بهجوم الدهس الدموي في سوق عيد الميلاد بالمدينة الأسبوع الماضي، في الوقت الذي يحاول فيه المحققون تحديد طريق هروب منفذ الهجوم من ألمانيا.
ويعتقد ممثلو الادعاء أن الرجل الذي لم يتم الكشف عن اسمه حتى الآن ربما يكون نقطة اتصال للمهاجم المزعوم العامري، الذي تم خلاله اقتحام السوق المزدحمة بشاحنة في 19 من الشهر الجاري.
وأشار الادعاء إلى أن العامري كان قد سجل رقم هاتف الرجل الذي ألقي القبض عليه أمسعلى هاتفه الجوال وأن التحقيقات الأخرى تشير إلى أنه من المحتمل أن يكون الرجل له صلة بالهجوم.
وأفادت وسائل إعلام ألمانية بأن الشرطة داهمت الشقة التي يقيم فيها الرجل التونسي، في برلين ومقر عمله صباح أمس الأربعاء. كما داهمت الشرطة الايطالية في الوقت نفسه العديد من المباني في اطار التحقيقات في وجود صلات للعامري في إيطاليا ترجع إلى الوقت الذي قضاه في السجن هناك، وفقا لوكالة الأنباء الإيطالية.
ولا يزال المحققون يحاولون تحديد كيفية هروب العامري إلى ألمانيا بعد الهجوم، قبل أن تقتله الشرطة الايطالية في محطة للسكك الحديدية شمال مدينة ميلانو يوم الجمعة عندما وجه مسدسا إليها.
وشنت الشرطة الألمانية عملية بحث عن العامري في كل أنحاء أوروبا، كما رصدت مكافأة بلغت 100 ألف يورو (104 آلاف دولار) لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله.
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف مسؤوليته عن هجوم برلين كما أعلن مسؤوليته عن أعمال إرهابية سابقة في أوروبا.
ويعتقد أن العامري سافر بالقطار من فرنسا إلى ايطاليا، إلا أن محققين عثروا على شريحة اتصال هولندية للهواتف المحمولة في حقيبة ظهر العامري، الأمر الذي يعني أنه ربما سافر إلى إيطاليا عن طريق هولندا.
وأعرب ممثلو الادعاء الهولندي عن اعتقادهم أن لقطات كاميرات المراقبة تظهر أن العامري كان موجودا في محطة نيمفيجن للسكك الحديدية، وذلك بعد يومين من هجوم برلين.
وقال متحدث باسم مكتب الادعاء الهولندي “ليس لدينا أي دليل على أنه كان على اتصال مع أشخاص آخرين (في نيمفيجين)، مضيفا أن العديد من السكان أبلغوا عن رؤية العامري.
وذكرت وسائل الاعلام الهولندية والألمانية أن العامري استقل حافلة من نيمفيجين، بالقرب من الحدود الألمانية، إلى مدينة ليون الفرنسية قبل توجهه بالقطار إلى ميلانو.
وكان العامري قد وصل إلى بلدة سيستو سان جيوفاني شمالي ميلانو مساء يوم الجمعة الماضي، وأوقفه فرد شرطة وطلب أوراقه الثبوتية.
وبدلا من تقديم الأوراق، قام بإطلاق أعيرة نارية، فقام الشرطي بالرد على إطلاق النار ما أسفر عن مقتل العامري.
وبحسب معلومات (د.ب.أ)، توجد جثة العامري في هيئة الطب الشرعي بميلانو، حيث لم يتم الانتهاء من عملية التشريح حتى الآن.
وقد أفاد التلفزيون الألماني العام بأن العامري كان لديه شبكة واسعة من الاتصالات في ولاية شمال الراين فستفاليا بغرب ألمانيا وخاصة في مدينة دورتموند.
وأضاف أنه زار أكثر من عشرة مساجد في دورتموند، وأنه كان لديه مفاتيح إحدى مدارس تعليم القرآن في المدينة، وأن السلطات تقول إنه كان يسافر بانتظام بين برلين وشمال الراين فستفاليا.
المصدر: د ب أ