في مجال الموسيقى لا تزال تلمع أسماء ألمانية كبيرة في سماء ألمانيا والعالم منذ قرون، مما جعل هذا البلد وجهة للراغبين بتعلم الفن الرفيع الممزوج بعراقة الماضي. فهذا البلد يزخر بالمسارح ودور العرض والمهرجانات الموسيقية الكبيرة، التي تستقطب نجوم العالم.
للموسيقى دور هام في حياة الشعوب، وغالباً ما يصفها البعض بأنها غذاء الروح. وتلعب الموسيقى دوراً بارزاً في حياة الكثيرين، بل حتى أن البعض وصفها بأنها أفضل وسيلة للتواصل بين الشعوب والتخفيف من حدة النزاعات والحروب. وللموسيقى معنى خاص في حياة الشباب، لأنها تثير اهتماماتهم وتدفعهم للرقص والغناء والاحتفال.
تزخر ألمانيا بالأسماء الكبيرة في عالم الموسيقى، سواء بيتهوفن أو باخ أو كذلك ريشارد شتراوس، كلها أسماء حفرت اسمها من خلال الألحان من داخل ألمانيا ومنحوا هذا البلد شهرة عالمية في الموسيقى. ولذا يستهوي هذا البلد الأوروبي الكثيرين من طلاب المويسيقى من جميع أنحاء المعمورة. فمعاهد الموسيقى العليا والجامعات الألمانيا تزخر بالألوان الموسيقية المختلفة. إلى جانب ذلك يشارك الموسيقيون العالميون وطلاب الموسيقى المحليين والأجانب في الكثير من المهرجانات العالمية، التي تنظمها المدن والمسارح الألمانية. فهناك أكثر من ثمانين مسرحاً موسيقياً منتشرة في المدن الألمانية من برلين إلى هامبورغ وميونيخ ودريسدن وشتوتغارت.
وأنواع الموسيقى تلبي جميع الأذواق، فقد أصبحت ثقافة موسيقى البوب بمثابة حلم ورغبة عند الشباب للتواجد في مكان آخر. وتعمل على خلط الأنماط والاتجاهات في ألمانيا، حيث أن النفاذية تعد شرطًا أساسياً من الشروط الأساسية لموسيقى البوب. وفي الوقت نفسه يسعى الموسيقيون نحو تعبير فني ذو بصمة خاصة بهم. وبالتالي تنشأ خواص محلية مع مرور الوقت وفي خضم عملية التبادل بين التأثيرات الخارجية والبحث عن الهوية الذاتية. ومن جهة أخرى تعد ألمانيا مركزاً دولياً للتكنو الصامت – من خلال برلين كعاصمة احتفالات في العالم الغربي.
أما على صعيد الأوركسترا فإن فرقة فيلهارمونيكا برلين تعتبر الرائدة في ألمانيا، مع العلم أن هناك أكثر من 130 فرقة أوركسترا ثقافية في هذا البلد الأوروبي. أما فرقة “أنسامبل مودرن” في فرانكفورت فهي بمثابة العصب المحرك لإنتاج الموسيقى المعاصرة.. وإلى جانب قادة الأوركسترا المخضرمين المعروفين عالمياً من أمثال “كورت ماسور” و”كريستوف إشنباخ” برزت أسماء جديدة منها “إنغو ميتسماخر” و”كريستيان تيلمان”. ومن بين العازفين اشتهرت أسماء “فالتراود ماير” عازفة سبوران و”توماس كفاستهوف” عازف باريت و”سابينه ماير” عازفة كلارينيت. أما عازفة الكمان “أنه صوفي موتر” فهي تنال إعجاباً شديداً حتى بين صفوف غير المستمعين للموسيقى الكلاسيكية، وهي النجم الألماني العالمي دون أدنى شك.
من جانب آخر تلعب الموسيقى دوراً مهماً في ألمانيا في الحياة الاجتماعية، حيث يعمل مطربو الإندي على حث وتحفيز المجتمع من خلال مصاحبة مسارات التكنو للأحداث السياسية. أما لغة الهيب هوب فيتوغل تأثيرها إلى داخل الحياة اليومية، حيث يأتي المعجبون ويتفتحون بوعود الأمل والسعادة من نجومهم. وذلك لأن موسيقى البوب ليست طريقاً ذو اتجاه واحد.
ولمع في سماء ألمانيا في العصر الحديث نجوم كثير في عالم الموسيقى على شتى أشكالها، سواء البوب أو الروك أو كذلك الهيب هوب، فمن بين النجاحات الباهرة لفناني البوب “هيربرت غرونه ماير”، الذي قدم أغان مليئة بالأحاسيس المرهفة لروح العصر وحرك الجماهير بالكلمات المفعمة بالحنان، ولا يقتصر نجاح هذا الفنان على الغناء، بل فهو يكتب الأغاني منذ سنوات. هذا إلى جانب فرقة “رامشتاين” وفرقة “طوكيو هوتيل”، إضافة إلى المغني كسافيير نايدو، من خلال تقديمه للأغاني بالأسلوب الأمريكي لموسيقى الراب المنفرد.
عالم الموسيقى الألمانية لا يقتصر على الفنانين الألمان فحسب، بل أيضاً على مغنين وموسيقيين من أصول أجنبية مثل ليث الدين وبوشيدو وعادل الطويل، من الأصول العربية، وكذلك المغنية كاسندرا ستين.