زارت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل مخيما للاجئين في جنوب شرقي تركيا أمس السبت في محاولة لتعزيز اتفاق للهجرة بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة كان قد لقي انتقادات واسعة النطاق من جانب جماعات حقوقية.
وزارت ميركل ورئيس مجلس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك ونائب المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانس مخيما في بلدة نزيب بالقرب من الحدود السورية وعلى بعد 40 كيلومترا من غازي عنتاب وذلك لتدشين مشروع ممول من جانب الاتحاد الأوروبي دعما للأطفال السوريين وعقد محادثات مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو.
وقالت ميركل خلال مؤتمر صحفي في جامعة غازي عنتاب: “هدفنا ليس فقط وقف الهجرة غير الشرعية ولكن أيضا لكي يحظى اللاجئون بمزيد من الفرص بالقرب من وطنهم”، مضيفة أنها “أعجبت بشدة” بالجهود التركية في مخيم نزيب.
وأضافت أن المشروعات الممولة من الاتحاد الأوروبي التي تشكل جزءا من اتفاق الهجرة تهدف إلى توفير فرص لجميع الـ 2ر2 مليون سوري الذين يعيشون في تركيا – وليس فقط الـ 10 إلى 15% الذين يعيشون في المخيمات – وتمهيد الطريق “أمام جميع الأطفال للتعليم”.
من جانبه ، قال داود أوغلو إن الاتفاق له تأثير كبير بالفعل وقد تراجع عدد الذين يعبرون بحر إيجه بشكل غير قانوني كل يوم من ستة آلاف في تشرين ثان/نوفمبر إلى 130
وأضاف: “لقد أوفينا من ناحيتنا (بالاتفاق)”.
وأثنى توسك على داود أوغلو وحكومته قائلا إن زيارته للمخيم قد أظهرت له أن تركيا “مثال للعالم بأسره حول كيف ينبغي لنا التعامل مع اللاجئين”.
وفي اتفاق تم التوصل إليه الشهر الماضي، يقدم بموجبه الاتحاد الأوروبي لأنقرة حزمة من الحوافز بداية من دفع مليارات اليوروات لمساعدة اللاجئين وانتهاء بإحراز تقدم بشأن السماح للمواطنين الأتراك بدخول التكتل الأوروبي بدون تأشيرة، في مقابل المساعدة في إعادة المهاجرين. ويشار إلى أن تركيا تستضيف بالفعل 2ر2 مليون لاجئ سوري.
ويهدف الاتفاق، الذي تدعمه ميركل وزعماء الاتحاد الاوروبي ويصفه منتقدوه بأنه غير إنساني، إلى الحد من عمليات تهريب البشر عبر الطرق البحرية الخطيرة وقطع طريق الهجرة الرئيسي من الشرق الأوسط إلى أوروبا.
وقال مدير برنامج أوروبا وآسيا الوسطى في منظمة العفو الدولية، جون دالهوزين “ما تحتاج آنجيلا ميركل إليه من تركيا ليس صورا (لمسؤولين) يبتسمون، بل ضمانات راسخة بأن السلطات التركية ستتوقف عن إرسال اللاجئين ثانية إلى بلادهم وأن تبدأ في تنفيذ قوانين اللجوء بشكل فعال”.
وأوضح المتحدث باسم ميركل شتيفن زايبرت بأن زيارتها إلى تركيا ليست بمناسبة لعقد محادثات ثنائية بين برلين وأنقرة، إلا أن المستشارة لن تتجنب القضايا التي “تثير قلقنا”.
وقال شتيفن أمس الجمعة “بالطبع فإن التطور الديمقراطي وحرية التعبير و الصحافة في تركيا قضايا مهمة دوما”.
المصدر: د ب أ