يعتبر الحق في السكن من الحقوق الأساسية في ألمانيا، لكن ماذا عن اللاجئين القادمين من خارج ألمانيا، هل يتمتعون بدورهم بهذا الحق، وماهي الأماكن المسموح لهم بالعيش فيها ومن هي الجهة التي تقدم لهم المساعدة للحصول على سكن؟
يحصل كل لاجئ قدم إلى ألمانيا على سكن. لكن نوعية هذا السكن تعتمد على المدة التي قضاها في ألمانيا ونوع الإقامة التي حصل عليها. غالباً، يسكن اللاجئون في البداية في مدارس قديمة أو قاعات رياضية أو في ثكنات عسكرية سابقة. وهذا هو شكل أغلب مراكز الإيواء الأولية للاجئين. أما نوعية السكن الذي ينتقلون إليه بعد ذلك، فيختلف حسب الولايات والبلديات. ففي بعض الأحيان يعيش اللاجئون في سكن مشترك يتقاسمون فيه غرفة واحدة. وفي بلديات أخرى قد يسمح لهم بالانتقال للعيش في شقة مستقلة. ويُفرض على طالبي اللجوء القادمين من دول آمنة البقاء في مراكز الاستقبال الأولية إلى غاية البت في طلبات لجوئهم.
في البداية يكون اللاجئ مطالبا خلال الأشهر الست الأولى بالتقيد بـ “التزام الإقامة”، حيث لا يسمح له بالابتعاد كثيرا عن مركز الإيواء الذي يسكن فيه. ويختلف تحديد هذه المسافة من بلدية إلى أخرى، ففي بعض الأحيان تقتصر هذه المسافة على مدينة واحدة وفي أحيان أخرى تمتد إلى أبعد من ذلك، لكن نادرا ما يسمح بالسفر إلى ولاية أخرى. وبعد مرور ستة أشهر يمكن للاجئ أن يتنقل في كل ألمانيا، لكنه يظل غير قادر على تحديد مقر سكناه بنفسه.
وعند انتهاء إجراءات اللجوء وقبول الطلب، يمكن للاجئ أن ينتقل للعيش في مكان آخر. غير أن هذه الإجراءات تستغرق في الغالب سنة كاملة.
إذا كان اللاجئ يملك إقامة مؤقتة فقط، فلا يمكنه مغادرة الولاية التي يتواجد فيها، إلا إذا كان لا يحصل على مساعدات اجتماعية من الدولة. أما إذا كان يتوفر على ترخيص مؤقت بالبقاء، فلا يسمح له بتاتا بالانتقال إلى مكان آخر.