الـ “بوندستاغ”، أو كما كان يُسمى قديماً الـ “رايشستاغ” (أو كما كان يُستخدم بالعربية: “الرايخستاغ”)، هو برلمان جمهورية ألمانيا الاتحادية، وهو برلمان حديث يتواجد في حلة تاريخية، أي في مبنى الرايخستاغ التاريخي في برلين. ويتقلد رئيس البوندستاغ ثاني أعلى منصب في الدولة بعد الرئيس الاتحادي. ويرأس البوندستاغ الألماني منذ عام 2005 البروفيسور نوربرت لامرت، وهو عضو في أكبر الكتل النيابية، كتلة الحزبين الديمقراطي المسيحي/الاجتماعي المسيحي.
ينتخب الشعب البوندستاغ، الذي يمثل المكان الذي تصاغ وتناقش فيه الآراء المختلفة حول المنهاج السياسي الصحيح. وتتمثل أهم واجبات البوندستاغ في: التشريع والرقابة على عمل الحكومة. ويصدر نواب البرلمان القرارات الخاصة بالميزانية الاتحادية ومهام جيش الدفاع الألماني في خارج البلاد. وتعتبر عملية انتخاب المستشارة الاتحادية أو المستشار الاتحادي إحدى المهام الحاسمة الملقاة على عاتق البوندستاغ.
إن التشريع في ألمانيا هي مهمة البرلمانات. فالبوندستاغ إذن هو أهم هيئة تشريعية في الاتحاد. وبما أن للولايات في نظام الدولة الفيدرالي في ألمانيا حصة أساسية في سلطة الدولة، فإن البوندسرات (مجلس الولايات الاتحادي) يشارك في عملية التشريع.
ويعتبر فصل السلطات من مبادئ النظام الديمقراطي في ألمانيا ومثبت في القانون الأساسي. وتنقسم سلطة الدولة إلى سلطات متعددة: السلطة التشريعية (إصدار القوانين(، السلطة التنفيذية (تنفيذها) والسلطة القضائية (الناطقة بالقانون)، وتراقب السلطات الثلاث بعضها البعض وتضع الحدود لسلطة الدولة.
وطبقاً لمبدأ فصل السلطات، فإن البوندستاغ يصدر القوانين بصفته السلطة التشريعية في ألمانيا. في المقابل، فإن الحكومة الاتحادية هي السلطة التنفيذية، وتمثل المحاكم الاتحادية ومحاكم الولايات السلطة القضائية.
تعود الجذور التاريخية للبرلمانية الألمانية إلى القرن التاسع عشر. فقد كانت رحلة طويلة، بدأت من الاجتماع الأول للجمعية الوطنية في مايو 1848 وحتى الجلسة التأسيسية للبوندستاغ الألماني الأول الذي تم انتخابه في كافة الانتخابات الألمانية في ديسمبر 1990.
أما بالنسبة للعمارة فإن البوندستاغ هو برلمان حديث في حلة تاريخية تتمثل في مبنى الرايخستاغ التاريخي. فقد تم تحويل مبنى الرايخستاغ في برلين إلى المقر الجديد للبوندستاغ. وتم تكليف المهندس المعماري البريطاني الشهير عالمياً “نورمان فوستر” بتحويل الفكرة إلى واقع ملموس، حيث عمل على تصميم قبة البرلمان الشفافة.
وترافقت العمارة الملهمة مع مفهوم توليد وإمداد الطاقة لمباني البرلمان الألماني ليكون مفهوم الطاقة في البرلمان الألماني بمثابة نموذج للمخططين والمهندسين المعماريين. فهو بالفعل يقدم مثالاً لكيفية دمج آليات ومنشآت وأنظمة النقل لتوليد الطاقة واستخدامها بشكل بيئي واقتصادي.
ولكن ليست هي وحدها الهندسة المعمارية الرائعة ما يبهر زوار مبنى الرايخستاغ، بل أيضاً مشاهدة مجموعة من الأعمال الفنية التي أنتجها فنانون ألمان وأجانب من أجل البرلمان الألماني، بما في ذلك أعمال لفنانين من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وروسيا.
وفي المقابل، تضم مباني “القيصر ياكوب” و”بول لوبه” و”ماري إليزابيث لودرز” أعمالاً فنية لفنانين شباب تم اختيارهم من خلال إجراء العطاءات التنافسية والمسابقات.
لقد اجتمع البوندستاغ الألماني لجلسته التأسيسية الأولى في مدينة بون يوم 7 سبتمبر 1949. وفي نفس اليوم تم عقد الجلسة التأسيسية لمجلس البوندسرات، وقد شكل هذا بداية جديدة في غرب البلاد التي كانت مقسمة على مدى أربعة سنوات بعد نهاية الحرب وهزيمة الدكتاتورية الاشتراكية القومية.
ومنذ ذلك الحين، أصبح البوندستاغ الألماني مركزاً للنظام الديمقراطي لجمهورية ألمانيا الاتحادية. وهو يعمل على أساس دستوري من القانون الأساسي الذي تم اعتماده في 23 مايو 1949 من قبل المجلس البرلماني، سلف البوندستاغ.
في 2 ديسمبر من عام 1990، أصبح البوندستاع الألماني الثاني عشر أول برلمان ألماني يتم انتخابه عقب إعادة توحيد البلاد. وفي العام الذي تلاه، قرر البوندستاغ الألماني بأن يتم مستقبلاً نقل مقر البرلمان والحكومة الاتحادية من بون إلى برلين.
في عام 1999، انتقل البوندستاغ الألماني إلى مبنى الرايخستاغ الذي تم إعادة بنائه. وبحلول عام 2004، تم الانتهاء من 3 مبان، توفر أماكن لمكاتب للأعضاء والموظفين. وأصبحت قبة الرايخستاغ، التي صممها المهندس المعماري البريطاني اللورد “نورمان فوستر”، معلماً جديداً من معالم برلين، مما ساهم في جعل البوندستاغ الألماني البرلمان الأكثر زيارة في العالم.