عندما يأتي المرء كلاجئ إلى بلد جديد عليه كلياً، يبدأ في ملاحظة الأمور التي لم يألفها عادة، سواء لأنها تلفت انتباهه أو لأنها تدخل ضمن اهتماماته أو في إطار محاولته لفهم محطيه ومجتمعه الجديد. البعض قد يراها أموراً إيجابية، والبعض الآخر قد ينظر إليها على أنها سلبية، وهناك من يجدها مثيرة للاستغراب أو للنقاش وغير ذلك. هنا نقدم لكم بعض الأسئلة التي طرحها اللاجئون في ألمانيا حول الحياة اليومية فيها، وتم نشرها على موقع “شبيغل أونلاين”.
لماذا يقرأ الناس هنا في كل مكان؟

محمد، عمره 25 عاماً من سوريا. يتواجد في ألمانيا منذ أغسطس 2015 ويعيش في هامبورغ
عندما أكون في طريقي إلى مكان ما، يلفت انتباهي قيام الكثير من الناس بالقراءة طوال الوقت. أنا أتلقى دروس لتعلم اللغة الألمانية، ولذلك لا بد لي أولاً أن اتنقل بالحافلة ومن ثم بقطار الأنفاق. يحمل الناس إما كتاب أو هاتف ذكي. في سوريا يقرأ الناس في البيت أو في الجامعة. لقد درست في دمشق التكنولوجيا الطبية. عندما يقرأ أحد ما في الحافلة، فهذا يعني أن لديه امتحان بعد قليل. أما هنا فالناس يقرأون من أجل القراءة.
لماذا لا يتحدث الجيران إلى بعضهم البعض؟

أيهم، عمره 26 سنة من سوريا. يتواجد في ألمانيا منذ سبتمبر 2015 ويعيش في هامبورغ
يبدو لي أنه لا يوجد اتصال بين الجيران في ألمانيا. لقد سكنت في البداية في شقة لمدة ثلاثة أسابيع، وأسكن حالياً في مخيم مع 700 شخص. في سوريا نحن نعرف حينا بأكمله. فالناس تزور بعضها البعض، وهناك علاقة جيدة. أما هنا في ألمانيا فالوضع رسمي جداً. فلا ينطق الناس بأكثر من “مرحبا، كيف حالك؟”. وهذا يبدو لي “بارداً” بشكل أو بآخر.
لماذا يسود هنا الهدوء الشديد؟

ألبرتا، عمرها 35 سنة من غانا. تتواجد في ألمانيا منذ 2001 وتعيش في هامبورغ
في غانا هناك يومياً موسيقى ورقص والكثير من المرح، سواء في البيت أو في المنزل. هنا يسود الهدوء الشديد. في البداية لم يكن ذلك سهلاً بالنسبة لي. واعتقدت بأن الناس ليسوا لطيفين. ولكنني حالياً أفهم الأمر. ففي غانا هناك الكثير من الناس العاطلين عن العمل من جهة ومن جهة ثانية فإن الملاهي الليلية مكلفة. ولذلك يستمع الناس إلى الموسيقى كثيراً في بيوتهم. أما هنا ليس لدى الناس وقت للحفلات، فالكل يعمل.
لماذا يحتاج المرء إلى إجراء فحص لكل شيء؟

شاهربانو، عمرها 22 سنة من إيران. لقد جاءت إلى ألمانيا مع عائلتها في خريف 2015 وتعيش حالياً في هونفيلد في ولاية هيسن
ليس هنالك من شيء في ألمانيا دون فحص. أعتقدت أنني بحاجة فقط إلى امتحان ناجح واحد من أجل التمكن من المشاركة في دروس تعلم الألمانية. أرغب في متابعة دراسة تقنية المعلومات في فولدا، ولذلك يجب علي بلا شك أن أشارك أولاً في دورة لتعلم اللغة واجتياز الامتحان.
لماذا يزعج حجابي النساء الألمانيات؟

ساره، 24 سنة من سوريا. جاءت إلى ألمانيا في خريف 2015 وتعيش في إرفورت
يأتي الكثير من النساء الألمانيات إلي ويسألنني عن سبب ارتدائي للحجاب. أعتقد أنهن يتصوّرن بأن زوجي يجبرني على فعل ذلك. ولكن هذا ليس بصحيح. لقد قررت بنفسي ارتداء الحجاب. فبارتدائه أشعر بأنني حرة أكثر من عدم ارتدائه. إنه جزء مني. ومن حق كل إنسان في ألمانيا أن يلبس ما يحب.
لماذا يوجد هذا العدد الكبير من الدوائر الحكومية؟

مصطفى، 29 عاماً من سوريا. يتواجد في ألمانيا منذ ديسمبر 2014 ويعيش في هامبورغ
ألمانيا دولة معقدة جداً: مكتب الشباب، مركز العمل، وكالة التوظيف، التأمين الصحي. فهناك هيئات حكومية كثيرة جداً. نحن بحاجة إلى وقت. ومع مرور الوقت، سوف نعي ونفهم كل شيء. فكلما زاد فهمنا للغة، يصبح الأمر أكثر سهولة. ولكن اللغة الألمانية صعبة.
لماذا لا نرى الألمان يضحكون في الشارع؟

محمد، 22 سنة من سوريا. يتواجد في ألمانيا منذ يونيو 2015 ويعيش في بلدة يينا
نادراً ما أرى أناساً في ألمانيا يضحكون في الشارع. فالناس يبدون دوماً جديين وغاضبين. لماذا يبدو الألمان غير سعيدين على الرغم من أنهم يعيشون في وضع جيد هنا؟
لماذا تُغلق المحلات التجارية في وقت مبكر جداً؟

فاتن، 40 سنة من سوريا. جاءت إلى ألمانيا في ديسمبر 2014 وتعيش في إرفورت
تُغلق المحلات التجارية الصغيرة أبوابها في المدينة بحلول الساعة الخامسة أو السادسة، بينما تبقى متاجر السوبرماركت الكبيرة مفتوحة حتى الساعة الثامنة مساءً وأحياناً حتى العاشرة. أما في سوريا فيمكن للمرء التسوق حتى وقت متأخر في الليل، بل إن هناك الكثير من المحلات التجارية التي تبقى مفتوحة على مدار 24 ساعة. وهذا ما لم أراه حتى الآن في ألمانيا.
لماذا تحتوي المياه على غازات فوّارة؟

مهدي، 22 سنة من أفغانستان. يتواجد في ألمانيا منذ 2011 ويعيش في هامبورغ
قبل قدومي إلى ألمانيا، لم يسبق لي شرب مياه غازية. هنا، تم وضعي في البداية ضمن مجموعة من الشباب. وبينما كنا نجلس في حلقة نقاشية، سكب لي مقدمو الرعاية فنجاناً، فتساءلت في نفسي “ما هذا؟”. لم أستطع شربه ووضعته بعيداً عني وتناولت شيئاً آخر. أما الآن فالأمر عادي، إلى درجة أنني أشتريه بنفسي أحياناً.
لماذا هنالك رسائل كثيرة جداً من المدرسة؟

روزين، 30 سنة من سوريا. يتواجد في ألمانيا منذ سبتمبر 2013 ويعيش في إرفورت
يجلب ابني معه استمارات ومذكرات كثيرة من المدرسة. فكل شيء هنالك وثيقة. عليه الآن أن يلتحق بالمدرسة الثانوية. ومن أجل ذلك كنا بحاجة إلى استشارة، ولكن للأسف كان وقت التسجيل للاستشارات قد انتهى. ومن ثم كان هناك يوم الأبواب المفتوحة ونشاط للتبرعات، حيث جلبت معي مذكرة (عبارة عن قصاصة ورقية) لكليهما مجدداً، والتي كان علي أولاً ترجمتها. ففي آخر الأمر أريد أن أعرف ما الذي أوقع عليه هناك.
لماذا يتكلم الناس بسرعة جداً؟

كاوا، 31 سنة من سوريا. يتواجد في ألمانيا منذ ديسمبر 2014 ويعيش في هامبورغ
يعتبر من المفيد جداً بالنسبة لنا كلاجئين وجود قائمة بالعربية حول: ما هو مسموح في ألمانيا؟ وما هو ممنوع؟ ما هو الدستور؟ يجب أن نتعلم الألمانية، ولكن الأمر في البداية صعب جداً بالنسبة لنا. فالناس يتكلمون بسرعة كبيرة بحيث لا يمكننا فهم ما يقولون بشكل جيد. نحن نرغب في التحدث بالألمانية ولكن ببطئ.
يمكن أن تتضمن القائمة الكثير من الأمور المختلفة. منها على سبيل المثال، أنه من غير المسموح للمرء أن يدخن في المكاتب. في سوريا يدخن الموظفون أنفسهم، بينما التدخين هنا ممنوع. أو مثلاً أنه يجب على المرء الانتظار في الطابور أمام آلة بيع التذاكر وليس من المسموح تخطي من أمامه.
لماذا تبدو الشوارع خاوية في الليل؟

سجاد، 24 سنة من إيران. يتواجد في ألمانيا منذ سبتمبر 2015 ويعيش في هامبورغ
في الليل تبدو الشوارع في ألمانيا وكأنها مهجورة. الظلام شديد جداً. وأنا لا أحبذ ذلك كثيراً. ففي إيران تبقى المحلات التجارية مفتوحة حتى العاشرة أو الحادية عشرة أو منتصف الليل. ولذلك يكون المكان مضيئاً أكثر. وتجد الكثير من الناس في الشارع، يتنزهون، يلعبون كرة الطائرة أو كرة القدم في الحدائق. ويمكن مشاهدة ذلك حتى وقت متأخر من المساء أيضاً.
لماذا يوجد تأمين لكل شيء؟

صالح، 43 عاماً من العراق. يتواجد في ألمانيا منذ مايو 2015 ويعيش في هامبورغ
هنا، يوجد لكل شيء تأمين. تأمين صحي، تأمين على السيارة، تأمين على المنزل. فكل شيء مؤمن. أنا من سنجار في شمال العرق. وقد عملت لمدة 15 عاماً كمهندس مدني وكنت رئيس بلدية لمدة عشر سنوات. ليس لدينا هناك أي تأمين. فعندما يمرض المرء، ينبغي عليه أن يدفع للطبيب مباشرة. وإذا لم يكن لدى المرء المال، لا تتم معالجته.
من الأفضل توفر التأمين الصحي كما هو الحال هنا. ولكنني سمعت أنه يجب على المرء التخلي عن 19 في المئة من راتبه من أجل ذلك. وهذا كثير جداً. التأمين هو مسألة جيدة ولكنها قد تكون مكلفة جداً أحياناً.
لماذا لا يُسمح لي العمل هنا؟

علي، 24 سنة، فرّ من مدينة الزبداني في سوريا إلى ألمانيا. يعيش مع زوجته في قرية موسن شرق هامبورغ
لقد جئت إلى ألمانيا في الصيف الماضي. منذ ذلك الحين أصبحت حياتي تتكوّن بالدرجة الأولى من الانتظار وعدم فعل شيء. أرغب جداً في العمل. ولكن لا يُسمح لي بذلك. وحتى يتم إيضاح إذا ما كان يُسمح لي بالعمل هنا، فإنه محكوم علي بالخمول. من الصعب جداً الحصول على تصريح للقيام بشيء ما.
كثيراً ما تساءلت لماذا لا يُسمح لي بالعمل. وكانت الإجابة دوماً: البيروقراطية الألمانية معقدة. أنا كهربائي وقد عملت في هذا المجال في سوريا. ولكن شهادتي من هناك ليس معترفاً بها هنا. ولذا فإنه ينبغي علي أن أبدأ من الصفر وأتلقى تدريباً لمدة ثلاث سنوات.
لماذا لا يتواجد الألمان مع أهلهم؟

فرح، 31 سنة من سوريا. يتواجد في ألمانيا منذ خريف 2015 ويعيش في بلدة يينا
من الغريب بالنسبة لي أن أرى شخصاً كبيراً في العمر لوحده عند الطبيب. لماذا لا يرافق الرجل العجوز أو المرأة العجوز حفيد أو ابن أو ابنة؟ لقد سمعت أن الشاب الألماني يزور أهله خمس مرات في السنة أحياناً. أما في سوريا فيزور المرء أهله مرة كل أسبوع على الأقل. وفيما يتعلق بالزواج فإن الكثير من الألمان يتزوجون فقط لأنهم يوفرون بذلك ضرائب، وليس لأنهم يريدون ذلك بالفعل. أجد ذلك غريباً.
لماذا يتصل الجار بالشرطة عندما تكون الموسيقى عالية؟

تشيغوزي، 26 سنة من نيجيرا. يتواجد في ألمانيا منذ 2013 ويعيش في هامبورغ
لا يُسمح للمرء هنا بإزعاج جيرانه. في أحد المرات قمت بتشغيل الموسيقى على صوت عال، عندها رن جاري جرس الشقة، وقال لي أنه يجب علي أن أخفض صوت الموسيقى وإلا اتصل بالشرطة. قلت له “رجاء لا تتصل بالشرطة” وقمت بخفض صوت الموسيقى مجدداً.
مترجم بتصرف عن موقع “شبيغل أونلاين” بواسطة قيس الجاموس