دعا دبلوماسيون أوروبيون كبار، امس السبت، بريطانيا إلى عدم تأخير خروجها من الاتحاد الأوروبي، قائلين إن المفاوضات يجب أن تبدأ في أقرب وقت ممكن، معترفين بانتشار الاستياء على نطاق أوسع بين مواطني الاتحاد الأوروبي.
وعقب لقائه مع نظرائه من فرنسا وإيطاليا ودول بينلوكس الثلاث/هولندا وبلجيكا ولوكسمبورج/ وهي الدول الأعضاء المؤسسة للاتحاد الأوروبي، طالب وزير خارجية ألمانيا، فرانك فالتر- شتاينماير، بريطانيا، بضرورة اللجوء الى المادة “50” من معاهدة لشبونة “في أسرع وقت” من أجل الدخول في مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي.
ومع ذلك، أعرب وزراء خارجية الدول الست أيضا، في بيان مشترك صدر عقب الاجتماع، عن أسفهم لقرار بريطانيا ترك الاتحاد الأوروبي، وقالوا إنهم سيواصلون جهودهم “للعمل من أجل اتحاد أوروبي أقوى وأكثر تماسكا بـ27 دولة على أساس القيم المشتركة وسيادة القانون”.
وقالوا إنه في نفس الوقت، من المهم أن نعترف بوجود “مستويات مختلفة من الطموح” بين أعضاء الاتحاد بشأن عملية التكامل والتأكد من أن أوروبا سوف تلبي بشل أفضل “توقعات جميع المواطنين الأوروبيين”.
وأضاف البيان “نحن ندرك أن عدم الرضا عن سير العمل في الاتحاد الأوروبي، كما هو اليوم، واضح في قطاعات من مجتمعاتنا. نحن نأخذ هذا على محمل الجد ومصممون على جعل الاتحاد الأوروبي يعمل بشكل أفضل لجميع مواطنينا”.
وعندما يتم تفعيل المادة 50، سيكون أمام بريطانيا عامين للتفاوض على شروط انسحابها.
وذكر وزير خارجية لوكسمبورج جان اسيلبورن أنه يتعين على بريطانيا ألا “تلعب لعبة القط والفأر” بتأجيل المفاوضات بشأن الخروج من التكتل الذي يبلغ عمره 60 عاما، وهو ما قد يطيل أمد عدم اليقين السوقي في اقتصاد الاتحاد الأوروبي المتضرر بالفعل.
فيما طالب جان-مارك إيرولت وزير الخارجية الفرنسي باستقالة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وتعيين رئيس وزراء جديد في بريطانيا ” في غضون أيام قليلة”.
واستضاف شتاينمار الاجتماع الذي عقد في “فيلا بورسيج” وهي دار ضيافة وزارة الخارجية، لبحث الخطوات المقبلة ولإجراء مشاورات حول مبادرة إصلاح أوروبية من شأنها أن تسمح للأعضاء الاكثر معارضة بإقامة علاقة بدون قيود مع بروكسل.
وتهدف جهود الاصلاح التي بدأتها ألمانيا وفرنسا إلى منع الدول التي يوجد بها حركات قوية متشككة في الاتحاد الاوروبي مثل فرنسا وهولندا، من إجراء تصويت مماثل للاستفتاء البريطاني، الذي وافق خلاله 52 بالمئة على الخروج من الاتحاد الاوروبي.
وقال شتاينماير بعد الاجتماع “يجب أن تتاح لنا الفرصة لاظهار أن أوروبا ضرورية، وقادرة ايضا على التحرك” في قضايا تشمل إدارة أزمة اللاجئين والبطالة بين الشباب.
وتعرض الاجتماع لانتقادات من قبل هؤلاء الذين يقولون إن أي محاولة للاصلاح يتعين أن تشمل جميع الدول الاعضاء الباقية وعددها 27 دولة.
المصدر: د ب أ