لا تعد منطقة جنوب غرب المانيا المتمثلة في ولاية بادن-فورتمبيرغ موطن المخترغين والمفكرين فقط، بل هي مهد صناعة السيارات أيضاً. فشركات مثل “مرسيدس-بنز” و”بورشه” تحظى بشهرة واسعة تتخطى الحدود البلاد. وعند زيارة المتاحف الخاصة بهاتين العلامتين التجاريتين في شتوتغارت لا يتمتع فقط عشاق السيارات، بل الزوار الآخرون أيضاً. وبالتأكيد، سوف تتملك عشاق الهندسة المعمارية الدهشة عند مشاهدتهم المباني ذات الطابع المستقبلي.
متحف مرسيدس بنز
للتعرف على بدايات صناعة السيارات، فما على المرء سوى التوجه إلى الطابق العلوي من متحف “مرسيدس-بنز”. فانطلاقاً من هناك يبدأ الزوار طريقهم عبر تاريخ السيارات على جولتين في 9 مستويات، بدءاً من عام 1886 وحتى وقتنا الحاضر. ويعتبر المتحف الوحيد في العالم الذي يعرض 127 سنة من تاريخ السيارات دون فجوات.
لقد صمم المبنى على غرار دوامة الحمض النووي بشكلها الحلزوني المزدوج. يوجد في داخله 160 مركبة وأكثر من 1500 معروض على مساحة 16500 متر مربع.
ويتوزع المعرض بين قاعات الأسطورة وقاعات التشكيلات. فبينما تحكي قاعات الأسطورة تاريخ العلامة التجارية “مرسيدس-بنز”، تُظهر قاعات التشكيلات تنوع العلامة التجارية، وتبلغ ذروة التشكيلات المنوعة في وحدة العرض “زيلبر بفايله- رينن اند ريكورده” (سهام فضية – سباقات وأرقام قياسية). ففي منحنى جداري حاد يتم عرض مركبات أسطورية حاملة لأرقام قياسية: مركبات السباقات فونيكس، بليتزن-بنز، زيلبر بفايله (السهم الفضي)، فايسه إيليفانته (الفيل الأبيض) وحتى سيارة لويس هاميلتون بطل العالم لسباقات الفورمولا-1 من عام 2008.
متحف بورشه
أما متحف “بورشه”، الذي تم افتتاحه في عام 2009، فهو يقع عند ساحة “بورشه بلاتس” تماماً، أي في المكان الذي يشهد منذ عام 1950 إنتاج المركبات الرياضية، التي تتزين أغطية محركاتها بشعار “بورشه” المعروف. إن مبنى متحف “بورشه”، الذي قام بتصميمه مكتب الهندسة المعمارية “ديلوغان مايسل”، يرتكز على ثلاثة أعمدة على شكل حرف “في” بالإنكليزية. ويبلغ وزن هيكل المتحف 35 ألف طن، فيه 6 آلاف طن من الفولاذ، أي أكثر من برج إيفل في باريس. ويعرض المتحف على مساحة 5600 متر مربع حوالي 80 مركبة و200 معروض صغير.
ويعد النموذج 64 المعاد بناؤه من “بورشه” الأصلية من بين أبرز المعروضات. وإلى اليوم يظهر طابع “بورشه” في كل أشكال نماذج منطقة “تسوفنهاوزن” لصناعة السيارات الرياضية. وكذلك أيضاً في المركبات المعروضة بورشه 356 “رقم واحد” رودستر، بورشه 356 كوبيه “فيرديناند” من عام 1950 وبورشه 356 “1500” سبيدستر.
ومن خلال جولة زمنية في المتحف يطلع المرء على تاريخ إنتاج الشركة، تكملها موضوعات في مجالات خاصة كأنشطة سيارات “بورشه” الرياضية على سبيل المثال. أما الورشة الزجاجية فهي تعتبر فريدة من نوعها، حيث يحظى الزوار هنا بفرصة مشاهدة كيفية العمل على صيانة سيارات “بورشه” الكلاسيكية أو تجهيز السيارات القديمة التي لاتزال تحافظ على حالتها الجيدة لخوض السبافات. وإلى جانب المعروضات الدائمة، يحتضن المتحف أيضاً معارض خاصة تسلط الضوء على سر نجاح هذه السيارة الرياضية الشهيرة.