أعربت الحكومة الالمانية عن قلقها إزاء السلم الاجتماعي وعملية التعافي الاقتصادي في شرق المانيا بسبب تزايد الكراهية ضد الأجانب.
وقالت مفوضة الحكومة الالمانية لشؤون شرق المانيا إيريس جلايكه اليوم الأربعاء في برلين: “التطرف اليميني في كافة صوره يشكل تهديدا جادا للغاية على التطور المجتمعي والاقتصادي للولايات الشرقية”.
وذكرت جلايكه خلال عرض التقرير السنوي الجديد عن وضع الوحدة الالمانية أن هذا التطور كان له صدى على المستوى الخارجي، موضحة أن هناك تراجعا ملحوظا في السياحة بولاية سكسونيا على سبيل المثال.
وأضافت جلايكه أن غالبية سكان شرق ألمانيا غير معادين للأجانب أو منتميين للتيار اليميني المتطرف، وقالت “لكن كنت أتمنى أن تتخذ تلك الأغلبية موقفا أكثر وضوحا”، مطالبة الشركات وأصحاب المطاعم أيضا باتخاذ موقف واضح في مواجهة هذا التطور.
وذكرت جلايكه أن هناك الكثير من الأمور المعرضة للخطر في شرق المانيا، موضحة أن عملية التعافي الاقتصادي تسير بخطى متواضعة للغاية خلال السنوات الأخيرة في الولايات الشرقية.
وأضافت جلايكه أن القوة الاقتصادية للفرد في شرق ألمانيا تقل بنسبة 5ر27% عن مستوى الولايات الغربية بحسب بيانات عام 2015، وقالت: “الأكثر سوءا هو أن أحدث البيانات للتنمية الاقتصادية (في شرق المانيا) لا تشير إلى إمكانية سد هذه الفجوة على المدى المتوسط أو البعيد”.
وذكرت جلايكه أن تراجع عدد السكان أدى إلى استمرار إضعاف القوة الاقتصادية الحقيقية في شرق ألمانيا، مشيرة إلى أن إدماج اللاجئين الذين لديهم حق البقاء في المانيا يمثل لذلك فرصة للتغلب على هذا الضعف في شرق البلاد.
وكانت صحيفة “هاندلسبلات” الالمانية ذكرت في عددها الصادر اليوم استنادا إلى التقرير السنوي الجديد عن وضع الوحدة الالمانية أن عدد الاعتداءات ذات الدوافع اليمينية المتطرفة والمعادية للأجانب ارتفع بشدة العام الماضي.
وجاء في التقرير أنه “بجانب العدد الكبير من الاعتداءات على أجانب ونزلهم صارت اشتباكات عنيفة مثل التي حدثت في هايدناو وفرايتال رموزا لكراهية مترسخة ضد الأجانب”.
وأشار التقرير إلى أن الاحتجاجات على استقبال اللاجئين أوضحت تزايد تلاشي الحدود بين الاحتجاجات الشعبية وأشكال التحريض اليمينية المتطرفة.
وتحدثت الحكومة الالمانية في التقرير عن “تطورات مثيرة للقلق” تشكل مخاطر على السلم المجتمعي في شرق المانيا، مضيفة أنه ليس من المستبعد أيضا أن يكون لذلك عواقب سلبية على الاقتصاد.
وجاء في التقرير: “معاداة الأجانب والتطرف اليميني والتعصب تشكل خطرا كبيرا على التطور المجتمعي والاقتصادي للولايات الشرقية… شرق ألمانيا لن يصبح سوى منطقة منفتحة على العالم يشعر كل المقيمين فيها بأنهم في وطنهم ويشاركون في الحياة المجتمعية ولديهم آفاق مستقبلية للتنمية”.
المصدر: د ب أ