لطالما كانت هايدلبيرغ، ولا تزال، واحدة من أكثر المدن الأوروبية رومانسية بآثار قلعتها الواقعة على تلة، وبيوتها الباروكية، وأزقتها المرصوفة، وأقدم جامعة في ألمانيا (تأسست عام 1386) ونهر النيكار. ولكن هذه المدينة تتميز أيضاً بفنادقها الممتازة، ومطاعمها وعياداتها العالمية الرفيعة المستوى. وتحظى شوارعها المرصوفة بالحجارة التي تعود للعصور الوسطى بشعبية واسعة في أوساط الطلاب والسياح وأيضاً سكان المدينة.
مع تواجدها على جانبي نهر النيكار، وما يحيط بها من تلال مغطاة بالأشجار. تشتهر هايدلبيرغ بجمال موقعها ومبانيها: القنطرة الجميلة عند الجسر الممتد فوق النهر، وخط البيوت الباروكية وأجواء آثار القلعة التي كانت مقراً سابقاً لأمير الناخبين. وكمصدر وحي للشعراء والكتاب على مر العصور، لعبت المدينة دوراً رئيسياً في تاريخ ألمانيا. ويعتبر درب الفلاسفة من أجمل مسارات التنزه في أوروبا، حيث يمر عبر النهر من البلدة القديمة المشمسة. وقد سمي بهذا الاسم تيمناً ببروفيسورات الجامعة وفلاسفتها الذين مشوا في هذا المسار بحثاً عن الإلهام بين أشجاره الوارفة وأزهاره وإطلالاته الخلابة على القلعة والمدينة.
ومن الأماكن الجديرة بالزيارة أيضاً، يبرز سجن الطلاب (شتودنتن كارتسر). فبين عامي 1778 و1914، كانت تتم معاقبة من يسيئ التصرف من الطلاب بالسجن. وبات إمضاء ليلة في هذا السجن بمثابة طقس بالنسبة للعديد من الطلاب، فالقيام بتزيين الجدران بالرسوم الكرتونية والشعارات أصبح أمراً تقليدياً. واليوم، تشكل خلايا هذا السجن بجدرانه المزينة بـ “الفن” ورسومات الزخرفة، محطة لجذب للزوار.
هذا كله لا يعني أن المدينة تعيش على ذكرى ماضيها، بل إنها تشتهر اليوم بكونها واحدة من أهم مراكز العلوم والأبحاث في أوروبا، وذلك بفضل أعمال جامعتها التي تعد أقدم جامعة في ألمانيا. ويوجد هناك حوالي 30,000 طالب – واحد من خمسة من سكان هايدلبيرغ البالغ عددهم 140,000، ومن بين البروفيسورات هناك 10 حائزين على جائزة نوبل.