رصدت السلطات في ألمانيا ما يصل إلى 100 ألف يورو مكافأة لمن يدلي بمعلومات تقود للشاب التونسي أنيس عمري الذي تتهمه السلطات رسميا بالوقوف وراء هجوم الدهس الإرهابي الذي وقع يوم الاثنين في أحد أسواق أعياد الميلاد وسط برلين وأودى بحياة 12 شخصا وإصابة 50 آخرين على الأقل.
وحث المدعي العام في ألمانيا المواطنين على توخي الحذر قائلا في بيان له أمس الأربعاء: “لا تعرضوا أنفسكم للخطر لأن هذا الشخص يمكن أن يكون عنيفا ومسلحا”.
وجاء في بيان المدعي العام أن الشاب التونسي يبلغ من العمر 24 عاما و طوله 78ر1 متر ويزن نحو 75 كيلوجراما وشعره أسود وعيناه بنيتان.
وناشد المدعي العام من يجده بإبلاغ الشرطة عنه.
وذكرت تقارير إعلامية أنه عثر على أوراق خاصة بالمشتبه به في الشاحنة التي نفذ بها الهجوم تفيد بأنه ينتظر نتيجة البت في طلب اللجوء.
لكن المعلومات المتوفرة لدى السلطات الأمنية تفيد أيضا بأنه استخدم عدة هويات.
وأفرجت السلطات عن باكستاني كان قد ألقي القبض عليه للاشتباه به في تنفيذ الهجوم.
وقال رالف ييجر، وزير الداخلية بولاية شمال الراين فيستفاليا الألمانية، إن تحقيقات بتهمة الإعداد لجريمة تمثل خطرا على الدولة الألمانية أجريت بالفعل في وقت سابق ضد المشتبه به الجديد في تنفيذ هجوم الدهس.
وأوضح الوزير أمس الأربعاء في دوسلدورف أن ادارة البحث الجنائي بالولاية شرعت في تحقيق ضد شاب يسمى اختصارا أنيس ايه وإن التحقيقات التي تمت ضد أنيس أجريت في برلين التي كان يعيش فيها المشتبه فيه بشكل أساسي منذ شباط/فبراير عام 2016 ولم يعش بولاية شمال الراين فيستفاليا حسب المتوفر من المعلومات حاليا إلا فترة قصيرة.
وأشار الوزير المحلي إلى أن السلطات الأمنية تبادلت معلوماتها بشأن المشتبه فيه عبر المركز المشترك لمكافحة الإرهاب وأن ذلك حدث آخر مرة في تشرين ثان/نوفمبر الماضي.
وحسب هذه المعلومات فإن المشتبه فيه رُفض كطالب لجوء في حزيران/يونيو 2016 “ولكن لم تستطع السلطات المعنية ترحيله لأنه لم يكن لديه أوراق هوية صالحة” حسبما أكد الوزير ييجر مضيفا أن تونس شككت مرارا في أنه تونسي الجنسية.
وأكد الوزير أن أوراق الهوية المطلوبة لترحيل الشاب التونسي لم تصل سوى بعد يومين بعد الهجوم الإرهابي في برلين.
أضاف الوزير أن أنيس وصل ألمانيا عبر مدينة فرايبورج في تموز/يوليو 2015 “ثم انتقل إلى ولاية بادن فورتمبرج و برلين و ولاية شمال الراين فيستفاليا”.
من جانب آخر، أفادت تقارير إعلامية إيطالية بأن الرجل، الذي تبحث عنه الشرطة الألمانية للاشتباه في أنه منفذ الهجوم الإرهابي الذي وقع هذا الأسبوع في سوق الكريسماس في برلين، كان محتجزا في سجن إيطالي لمدة أربعة أعوام، قبل أن يطلق سراحه لتعذر ترحيله إلى بلاده.
وذكرت وكالة الأنباء الإيطالية “انسا” أن السلطات الإيطالية كانت تأمل في ترحيل أنيس العمري إلى تونس بعد أن قضى فترة عقوبته بتهمة “انتهاكات متعددة” لكنها لم تتمكن من جعل تونس تقبله في الوقت المناسب، الأمر الذي كان يعني ضرورة إطلاق سراحه.
المصدر: د ب أ