إذا تمعن المرء في موقع ألمانيا ومناظرها الطبيعية سيجد أن سمتها الرئيسية هي التنوع، إذ يحد ألمانيا من الشمال شواطىء بحري الشمال والبلطيق، ومن الجنوب قمم جبال الألب الشاهقة. وتمتد بينهما مناظر طبيعية متنوعة: مناطق زراعية، لوحات طبيعية مزينة بالأنهار والبحيرات، غابات وسلاسل جبلية. وتعتبر قمة “تسوغ شبيتسه” أعلى قمة جبل في ألمانيا، حيث يبلغ ارتفاعها (2963 متر). أما أطول أنهارها فهو نهر الراين الذي يمتد عبر الأراضي الألمانية بطول (865 كم). كما يوجد في ألمانيا 14 حديقة وطنية و101 حديقة طبيعية و15 حزام للاحتياطي البيولوجي.
وتتمتع المدن الألمانية بطابع خاص يميزها عن باقي مدن العالم، حيث تمكّنت كل واحدة منها أن تكوّن ثقافتها وتاريخها الخاص بها إلى جانب ما تقدمه من مزيج مثالي من المواقع التاريخية والأجواء الثقافية والحياة العصرية والمرافق الترفيهية والمناظر الطبيعية الخلابة. وعلى الرغم من أن شتاء ألمانيا يتصف بالبرودة حيث تصل درجات الحرارة في الكثير من الأحيان ما دون الصفر، إلا أنها تمثل بدورها عاملاً إيجابياً جداً للكثير من مناطق التزلج والرياضات الشتوية الممتعة في ألمانيا، فحالما تنخفض درجات الحرارة ما دون الصفر، تصبح مواقع التزلج جاهزة من تلقاء نفسها. وتزخر ألمانيا بالعديد من مناطق الرياضات الشتوية، من مناطق التزلج الداخلية والخارجية المنتشرة في المدن والبلدات إلى جبال الألب البافارية والغابة السوداء وغيرها من الأماكن، حيث توفر للزوار فرصاً عديدة لممارسة الرياضات الشتوية كالتزلج وممارسة الهوكي والتزحلق على الجليد في الحلبات أو التزلج عبر البلاد أو استخدام ألواح التزحلق.
ويضفي الشتاء بالفعل سحراً رومانسياً على المدن الألمانية. فكآبة الشتاء يمكن تفاديها بكل سهولة، حيث يمكن للمرء زيارة متاحف عالمية، القيام بجولات تسوق، حضور حفلات موسيقية، تناول أطباق طعام عالمية وتقليدية في مطاعم متنوعة ومقاهي ذات أجواء مفعمة بالدفء. فعلى الرغم من أن القهوة والكيك هي من التقاليد الألمانية المعروفة إلا أنها تتصف بنكهة خاصة في فصل الشتاء عندما تدعوك المقاهي إلى قضاء ساعات طويلة في داخلها. وتتنوع أنماط هذه المقاهي، فبعضها قديم الطراز والآخر عصري جداً. وحتى من يقوم بزيارة إلى إحدى القرى والبلدات الصغيرة فلابد أن ينتهي به المطاف في واحد من المقاهي المميزة.
وبدءاً من أواخر شهر نوفمبر وحتى نهاية العام تطغى على شوارع ألمانيا وساحاتها أجواء أعياد الميلاد وما تزخر به الأكشاك المنتشرة فيها من مشغولات يدوية ومنتجات تقليدية ومأكولات ومشروبات محلية. فمع نهاية شهر نوفمبر، تجري التحضيرات لموسم الأعياد على قدم وساق لاسيما أسواق عيد الميلاد التقليدية التي تجذب آلاف الزوار من مختلف أنحاء العالم. فهذه الأسواق تعتبر جزءاً مميزاً من تقاليد العطلات الألمانية وطريقة رائعة للتمتع بأجواء عيد الميلاد، حيث تحتفل كل مدينة ألمانية بهذا الموسم مع سوق عيد ميلاد واحد على الأقل، وعادة يتم ذلك من عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة من شهر نوفمبر وحتى يوم عيد الميلاد. وعند التجول عبر أسواق عيد الميلاد، يجد المرء في الأكشاك الصغيرة والخيم أعمال الحرف اليدوية والمشروبات الساخنة اللذيذة والمأكولات الشعبية المعدة خصيصاً لفترة عيد الميلاد، ناهيك عن الشوكولاتة، خبز الزنجبيل أو ملبس اللوز. وتزخر أسواق عيد الميلاد أيضاً بمحركي الدمى، ورواة القصص، وألعاب الأطفال الدوارة.
كما تحتفل ألمانيا عادة بليلة رأس السنة الجديدة في ظل أجواء مفعمة بالفرح والاحتفال، حيث يتجمع السكان في الشوارع في منتصف الليل وتضيء الألعاب النارية السماء بألوان مبهجة. وإذا كان المرء يرغب بالتواجد في أكبر حفلة رأس سنة في ألمانيا، فما عليه إلا التوجه إلى العاصمة الألمانية برلين، حيث تقام أمام بوابة براندنبورغ حفلة كبيرة في الهواء الطلق. وهذا العام، سوف تفتح منطقة الاحتفال أبوابها لأول الزائرين يوم 30 ديسمبر، علماً أن الاحتفالات سوف تجري وسط إجراءات أمنية مشددة للغاية وذلك بعد الهجوم الذي استهدف أحد أسواق أعياد الميلاد في برلين.