ماذا يمكن أن نشاهد في برلين؟ هناك العديد من الأماكن الجذابة التي تساهم في إثراء مشاهدة معالم المدينة، بدءاً من الروائع المعمارية المشهورة وحتى الأماكن المخفية والغامضة. فمن خلال بعض المعالم السياحية الأكثر أهمية في برلين يمكنكم التمتع بإطلالات قل نظيرها ومناظر تحبس الأنفاس. فبالإضافة إلى أماكن شهيرة يزورها السياح دوماً مثل: بوابة براندنبورغ، برج التلفزيون أو مبنى البرلمان “الرايشستاغ”، هناك أيضاً قصور رائعة ونقاط مشاهدة وكنائس وأماكن خفية جميلة في العاصمة الألمانية برلين. إذن، دعونا نمتع أعيننا بجولة فوق أسطح بيوت برلين. فكل شيء ممكن على أسطح العاصمة الألمانية برلين: مطاعم، منتجعات صحية، معالم سياحية، مسارح، رقص.. الخ. هنا نقدم لكم جولة على أفضل الأماكن وما عليكم إلا الصعود إلى أعلى بسرعة.
الكاتدرائية الفرنسية
بُنيت الكاتدرائية الفرنسية (هي عبارة عن برج وقبة) بين عام 1780 و1785 وذلك في موقع الكنيسة الفرنسية “فريدريشس شتادت كيرشه”. وغالباً ما يُشار إلى كلا المبنيين باسم الكاتدرائية الفرنسية “فرانتسوزيشر دوم”. وتصم تصميم الكنيسة لتكون ملجأ للإيمان بالنسبة للمسيحيين الفرنسيين في برلين. وحتى اليوم تعتبر الكاتدرائية “دوم” الكنيسة الرئيسية. وتُقام هنا بانتظام الأنشطة الدينية والحفلات الموسيقية المتنوعة والمحاضرات والمعارض والفعاليات. يقع هذا المبنى المثير للإعجاب في ساحة “جندارمن ماركت”. ويمكن للمرء صعود 284 درجة ليحظى بإطلالة رائعة على ساحة “جندارمن ماركت” ووسط برلين التاريخي. يوجد أيضاً في الكاتدرائية الفرنسية مكتبة قديمة وأرشيف الكنيسة الفرنسية، وهي متاحة للطلاب والباحثين. وفي الطابق الأرضى من الكنيسة يوجد متحف “هاجينوت”.
برج الإذاعة
خلال فترة جدار برلين، كان برج الإذاعة “فونك تورم” أحد أبرز المعالم في برلين الغربية. وهو لا يزال إلى اليوم نقطة مشاهدة رائعة تقدم إطلالة بانورامية واسعة على المدينة. تم بناء برج الراديو وفقاً لتصاميم “هاينريش شتاومر”. وقد تم تشييد الهيكل الصلب الذي يستند على برج إيفل في فرنسا عام 1924. وفي عام 1926 بدأ الإنتاج الإذاعي في هذا البرج الذي يبلغ ارتفاعه 150 متراً. ويوجد مطعم في البرج على ارتفاع 55 متراً، أما منصة المشاهدة فهي تقع على ارتفاع 126 متراً.
منطقة المعارض
تم تشييد المباني الأولى لمنطقة المعارض “ميسه غيلينده”، التي يوجد فيها برج الراديو “فونك تورم”، قبل الحرب العالمية الثانية. وإلى اليوم لا تزال القاعة الأثرية الفاشية، التي بُنيت عام 1936، قائمة كقاعة شرفية. وفي السنوات الأخيرة خصوصاً تم توسيع العديد من المباني الموجودة في الموقع. وبشكل إجمالي هناك اليوم 26 قاعة على مساحة 160 ألف متر مربع، تُقام فيها معارض تجارية رائدة على مستوى العالم، من بينها أكبر معرض للمستهلك في العالم “الأسبوع الدولي الأخضر”، بورصة السياحية الدولية “آي تي بي” ومعرض البث الإذاعي الدولي “آي إف إيه”. وفي الباحة الداخلية توجد الحديقة الصيفية وقصر برج الإذاعة “بالاس آم فونك تورم”. وترتبط منطقة المعارض مباشرة مع مركز المؤتمرات الدولية “آي سي سي برلين”.
برج غرونه فالد
يقدم برج “غرونه فالد تورم” على نهر هافل إطلالة مذهلة على النهر وغابة “غرونه فالد”. تم تشييد هذا المبنى من الطوب في عام 1897، وذلك بمناسبة مرور مئة عام على ميلاد القيصر فيلهلم الأول. وكان المقصود من هذا البناء الضخم هو التعبير عن شكر الناس في براندنبورغ وامتنانهم لحاكمهم. في الجزء العلوي من المبنى هناك قاعة على شكل قبة مع تمثال تذكاري رخامي للقيصر فيلهلم الأول. وعند قطع 204 درجة يصل المرء إلى صالة المشاهدة التي توفر رؤية بانورامية على المناظر الطبيعية لنهر هافل.
الملعب الأولمبي “أولومبيا شتاديون”
يمثل الملعب الأولمبي المكان الرئيسي للأحدث الكبرى في برلين ويعتبر كذلك ملعب نادي هيرتا برلين. تم بناء الملعب الأولمبي بين عام 1934 و1936 بمناسبة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 1936 بسعة 100 متفرج وذلك بناء على تصاميم المهندس “فيرنر مارش”. وفي عام 2006 شهد الملعب الأولمبي المباراة النهائية لبطولة كأس العالم لكرة القدم. ويوجد في الحديقة الأولمبية في برلين برج الأجراس “غلوكن تورم”، الذي يتيح إطلالة واسعة على المدينة ومنظراً مذهلاً للملعب الأولمبي وملعب “ماي فيلد” والمسرح المتواجد في الهواء الطلق “فالد بونه”.
مبنى البرلمان “رايشستاغ”
يقع مبنى الرايشستاغ التاريخي وسط الحي الحكومي الجديد بجوار نهر “شبريه” تماماً وهو يمثل منذ عام 1999 مقراً للبرلمان الألماني. شهد هذا المبنى تاريخاً متقلباً وكان يوجد بالقرب منه جدار برلين. بعد إعادة الوحدة الألمانية تم ترميمه وتزينه بقبة زجاجية تعتبر واحدة من أكثر الأماكن المحبوبة لدى الزوار. ومن هذه القبة الزجاجية الجديدة التي صممها السير “نورمان فوستر”، يحظى المرء بمشهد بانورامي خلاب بزاوية 360 درجة لمدينة برلين.
عمود النصر “زيغيس زويله”
يعتبر عمود النصر من رموز مدينة برلين المشهورة. يبلغ ارتفاع هذا التمثل الذهبي الذي تعلوه آلهة النصر فيكتوريا 69 متراً. تم تشييده عام 1873 في الأصل في ساحة “كونيغس بلاتس” (حالياً ساحة الجمهورية “بلاتس دير ريبوبليك”) بناء على تصاميم “هاينريش ستراكس”. وكانت مناسبة بناء هذا التمثال البرونزي هي التذكير بانتصارات الحملات العسكرية البروسية ضد الدنمارك والنمسا وفرنسا. وفي عام 1938/1939 تم نقل عمود النصر إلى الساحة المركزية “النجمة الكبيرة” (غروسر شتيرن) وسط منطقة “تيرغارتن”. في الجزء العلوي من المعلم التذكاري تقف فكتوريا، التي تمثل آلهة النصر في الأساطير الرومانية.
والمثير هو أنك تستطيع صعود عمود النصر عبر درج حلزوني مؤلف من 285 درجة حتى تصل إلى منصة المشاهدة. ومن هناك يمكنك التمتع بإطلالة بانورامية مذهلة فوق مدينة برلين.
تويفيلس بيرغ
من جبل الشيطان “تويفيلس بيرغ”، وهو تلة شهيرة في برلين، تعتبر الإطلالات على غابة “غرونه فالد” وعلى مدينة برلين وصولاً إلى نهر هافل لحظات جميلة ذات نكهة خاصة ومتفردة. فإلى الشرق يتلألأ برج التلفزيون وكاتدرائية برلين في أشعة الشمس. وإلى الغرب تجوب القوارب الشراعية البيضاء المياه البراقة. وبالطبع تبدو غابات “غرونه فالد” في مكان على أطراف برلين. فمن يتواجد في أعلى جبل الشيطان “تويفيلس بيرغ” يكاد يشك أن هذه التلة تتكوّن من ركام وتمثل مكاناً من التاريخ. ففي زمن الاشتراكية القومية كان يوجد هنا مبنى المدرسة الفنية التابعة للقوات المسلحة. وقد تم تفجيره بعد الحرب وتكديس 25 مليون متر مكعب من أنقاض برلين هنا. ولذ، فإن جبل الشيطان “تويفيلس بيرغ” الذي أخذ اسمه من بحيرة “تويفيلس زيه” القريبة والذي يتكون فعلياً من جبلين، أصبح أعلى نقطة ببرلين بارتفاع 114,7 متراً. بالطبع إلى جانب التلال المشجرة “موغيل بيرغه”. في الخمسينات بدأ الأمريكيون باستخدام الجبل كمحطة للتجسس. وإلى اليوم لا يزال يمكن زيارة هذه المنشأة مع القبب الكبيرة الخمس. ومنذ سقوط جدار برلين تحول جبل الشيطان في الواقع إلى منطقة محبوبة للعطلات القصيرة لدى أهل المدينة. ففي الشتاء يصبح جبل الشيطان المكان المناسب للتزلج واللعب بالثلج. وفي الصيف يلتقي الناس هنا للقيام بالنزهات أو التمتع بالمنظر الرائع لغروب الشمس، وكذلك زيارة بحيرة “تويفيلس زيه” المجاورة. كما يمثل جبل الشيطان على مدار العام مكاناً شعبياً لتطيير الطائرات الوراقية وممارسة الطيران الشراعي وركوب الدراجات الجبلية ورياضة المشي. وبالنسبة لدخول نقطة التجسس في جبل الشيطان فإنه ممكن فقط من خلال الجولات التي يقودها المرشدون.
حديقة فيكتوريا “فيكتوريا بارك”
عند أقدام هذا النصب التذكاري الوطني يبرز شلال اصطناعي بشكل لافت ليهوي إلى أسفل التل عن التقاء شارع “غروسبيرين شتراسه” وشارع “كرويتسبيرغر شتراسه”. وفي اللهجة العامية يُشار إلى الحديقة عادة بأنها “كرويتسبيرغ”. ويمثل هذا الشلال الاصطناعي الذي يبلغ علوه 24 متراً نسخة مصغرة عن شلالات “هاينفال” في سلسلة الجبال العملاقة التي كانت تمثل سابقاً مقصداً سياحياً شهيراً لأثرياء برلين. وبناء على دراسات جيولوجية فقد تم تشكيل الصخور بشكل طبيعي للغاية. تضخ المياه اليوم 13 ألف لتر في الدقيقة. وفي الصيف يقوم العديد من سكان برلين بزيارة الحديقة وخصوصاً في فترة المساء من أجل التمتع بمشاهدة منظر غروب الشمس.
حديقة “فولكس بارك فريدريشسهاين”
منذ أكثر من 160 عاماً تعتبر حديقة “فولكس بارك فريدريشسهاين” مكاناً شعبياً للابتعاد عن صخب المدينة الكبيرة. وهي من أقدم حدائق برلين. وتقدم التلال المشجرة (الكبير بارتفاع 78 والصغير بارتفاع 48 متراً) والتي تُسمى شعبياً “مونت كلاموت”، منظراً ساحراً للمدينة. وفي فصل الصيف بشكل خاص تشهد الحديقة قدوم الزوار من عشاق السينما في الهواء الطلق والرياضات الترفيهية وكذلك الباحثين عن الاسترخاء والتمتع بالشمس. ويجعل هذا الخليط حديقة “فولكس بارك فريدريشسهاين” واحداً من أهم العناوين في فصل الصيف.